حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
الإسلام و الديموقراطية
القاهرة ٢٠١١
فالكواكبي - أولا - قد أدرك مع نهاية القرن التاسع عشر و بداية القرن العشرين ، مبلغ إتساع الهوة بين الشرق الإسلامي ، و الأمم المتطورة الصاعدة في أعقاب الثورة الصناعية في أوروبا .. و هي الهوة التي زادت إتساعا خلال القرن العشرين ، رغم تنبه الكواكبي لبدايتها ، و تنبيهه لما يمكن أن يؤدي إليه إستمرارها ..
و الكواكبي - ثانيا - لم يترك نفسه للوقوع في شرك تعليلات خاطئة ، كانت شائعة في عصره لأسباب التخلف و الإنحطاط ، بل أدرك - منذ وقت مبكر - أساس العلة و هي الإستبداد السياسي ، كما أدرك جوهر الدواء و هو الشوري الدستورية ..
و مهما قيل أن الكواكبي كان متأثرا بأفكار بعض كتاب عصر النهضة مثل مونتسكيو أو جان جاك روسو ، فإن أعظم ما في تحليل الكواكبي هو أنه كان يمثل واقعا حيا تعيشه أقطار الشرق الإسلامي ، و بصرف النظر عن أن يكون هذا التحليل متأثرا أو غير متأثر بأفكار النهضة الأوروبية ..