حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
من فيض الذكريات ...
٢٠٢١ (إلكترونيا)
في مطلع الشباب كانت لنا آمال و أحلام - ككل الشباب - و كان أولها التخلص من بقايا الاستعمار البريطاني ، لتقوم مكانه حكومات وطنية تعمل لصالح الشعب و تحت رقابته ، و ما أن تخلصنا من بقايا الاستعمار البريطاني و آثاره ، حتى وقعنا في قبضة إستعمار جديد ليس أجنبيا هذه المرة ، لكنه استعمار من العسكر - أبناء جلدتنا - في يوليو عام ١٩٥٢ . و الاستعمار الأجنبي أهون - على قسوته - من إستعمار فئة من الشعب لبقية فئاته .. و ضاع الأمل ..!!
و كنا في مطلع الشباب مشغولون بالقضية الفلسطينية ، نناضل من أجلها - سلما و حربا - و نأمل في أن تعود يوما للشعب العربي الفلسطيني حقوقه ، فإذا بالقضية برمتها تتضاءل لتصبح - على أحسن الفروض - إحتمالات بدولة منزوعة السلاح على قطعة صغيرة من أرض سليبة ..!!
و كنا في مطلع الشباب ننظر إلى السلطة القضائية - قضاء جالس و واقف - على أنها قدس الأقداس ، و حامية الحقوق و الحريات ، و المثل الأعلى في النزاهة و الهيبة ، فإذا بها تتحول - في ظل الحكم المستبد - إلى جماعات تتصارع إما لإرضاء الحاكم ، أو تحقيق المغانم من المرتبات و الإعارات ، حتى وصلت في بعض الحالات - القليلة - إلى الرشوة بل و تجارة المخدرات ..!!
و كنا في مطلع الشباب ننظر إلى البرلمان على أنه حارس الديموقراطية و الحريات ، و سيف الشعب ضد فساد الحكومات ، فإذا هو يتحول تدريجيا إلى منصة لنفاق الحاكم ، و تكريس طموحاته و فشله ، و في أحسن الأحوال منبرا لاقتراحات سخيفة ، مثل فرض رسوم على مستخدمي الفيسبوك ، بينما البلد يغرق في الديون ، و يسبح في مستنقعات الفقر و الجهل و المرض ..!!
و هكذا ضاعت الآمال ، و تلاشت الأحلام ، فأصبح جيلنا يستعجل يومه للقاء ربه و يستدنيه ، ففي رحابه يتحقق الخير و العدل .. و السلام ..!!