حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
المسلمون في روسيا
بيروت ١٩٥٨
كان الإسلام يظهر حتي نهاية الحرب الأخيرة في مصوراتنا الجغرافية شركة منقسمة بين الدول الأوربية العظمي ، فقد كان تامسلمون من المحيط الأطلنطي إلي بحر اليابان يعيشون في أراض مترامية شاسعة ، و يقرب تعدادهم نحو أربعمائة مليون نسمة ، كانوا جميعا خاضعين طواعية أو كرها لوصاية "الكفرة" الذين لا يؤمنون بدينهم الحنيف . و منذ ذلك العهد حدثت ثورة حقيقية و قد تخلت إيطاليا و هولندا و بريطانيا عن ممتلكاتها الإسلامية و اليوم تعاني فرنسا الأمرين في حربها للمحافظة علي ممتلكاتها الإسلامية ، و تقف في صراع لا يعلم إلا الله كيف و لا متي ينتهي .
و بعد هذا لم يبق من الإمبراطوريات الإسلامية الواقعة تحت وصاية الأغراب إلا إمبراطورية واحدة ، و نعني بها إمبراطورية الإتحاد السوفييتي التي حلت فيه المطرقة و المنجل مكان الهلال الأخضر .
و أرض الإسلام في نظر الروس الذين يشرفون عليها تعتبر ذات أهمية قصوي ، و لعله من العسير أن نحدد بالضبط تعداد المسلمين داخل الحدود السوفييتية إذ أن الإحصائية الوحيدة التي يمكن الإستناد إليها ترجع إلي عصر القياصرة عام ١٨٩٧ ، فقد دلت وقتذاك علي وجود نحو خمسة عشر مليونا من المسلمين .