حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
السادات قبل الرئاسة
القاهرة ١٩٨٥
و في يوم جاء "الباش سجان" و كان إسمه عم سكر يبلغني بأنني مطلوب للزيارة في مكتب "البيه مأمور السجن" .. و تصورت أن شقيقي قد أفلح في الحصول علي تصريح ، أو أنهم أشفقوا علي المرحومة والدتي فسمحوا لها بزيارتي في السجن .
و مشيت وراء "عم سكر" نجتاز الممرات الطويلة ، و تفتح أمامنا مزاليج الأبواب الحديدية ، حتي وصلنا إلي مكتب مأمور السجن .. و دخل عم سكر ، و ضرب قدميه علي الأرض بصوت إرتجت له جدران الغرفة ، التي تبعته إلي داخلها ..
و كانت مفاجأة لم تخطر لي علي بال ..
كان مأمور السجن يجلس خلف مكتبه ، و علي المقعد المواجه للمكتب ، تجلس السيدة (م) تنظر ناحيتي "و براءة الأطفال في عينيها .."
و أذهلتني المفاجأة ، و شعرت بإهانة لم أواجه بمثلها في حياتي و أوشكت دمعة أن تقفز من عيني ، لكنني أطبقت عليها داخل جفوني بكل ما أملك من قوة ، فقد كانت هذه الدمعة تمثل بالنسبة لي يومها كرامتي كلها ، و كنت حريصا علي أن أحتفظ بها .