حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
من هوجة عرابي ... إلي الحركة المباركة !
بيروت ١٩٨٨
و لأن التاريخ لا تكتبه لجان ، و لأن اللجان لم تكتب شيئا علي الإطلاق ، فإن المسؤولية تفرض علي كل صاحب قلم أن يغزل خيطا في نسيج التاريخ ، علي أمل أن تتجمع يوما هذه الخيوط فتكشف عن الحقيقة التي أرادوا أن يسدلوا عليها ستار النسيان .
و ليست محاولة تزييف التاريخ بظاهرة جديدة علي حكام مصر ، فأحجار معبد أنس الوجود الرابض علي صخور جزيرة "فيلة" في أسوان ، تشهد بأن بعض حكام مصر في عصرها الفرعوبي قد أرادوا - هم الآخرون - أن يزيفوا التاريخ ، فأخذوا معاولهم يحاولون بها محو نقوش المعبد التي تسجل تاريخ من سبقوهم ، و لينحتوا مكانها تاريخا كذبا يحتكرون - من خلاله - النصر و الفخار ..
و إذا كان البعض من حكام مصر قد حاول هذه المحاولة مع صخور المعابد القديمة ، و لم تعقهم - في ذلك العصر - صلابتها ، فبأي غرابة في أن يكرر البعض منهم نفس المحاولة في أيامنا هذه ، التي لا تستلزم فيها المحاولة نحتا في صخر ، و إنما يكفي لها الإلحاح في الكلمات المطبوعة ، و التكرار في الأحاديث المسموعة والمرئية ..