حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
السادات و حكايات أخرى ...
القاهرة ٢٠١٠
و بعد قليل إستقبلنا دولة النقراشي باشا في غرفة مكتبه واضعا إصبع الإبهام في جيب الصديري ، فقد كان الوقت شتاءا .. و أمام الرئيس ألقي أحدنا خطبة "عصماء" شرح من خلالها إيماننا بمبادئ الهيئة السعدية ، و دفاعنا عنها و تصدينا لكل خصومها ، ثم تطرق لما حدث للزميل عبد المنعم فايد بينما كان يدافع عن نفسه ، و إستغرب أن يتم فصل الزميل من الدراسة في عهد وزارة الحزب السعدي التي يرأسها النقراشي باشا ، و يشغل منصب وزير المعارف فيها واحد من اقطاب الحزب ..
كانت خطبة بليغة ، حتي أننا كدنا نصفق للزميل بعد إلقاء كلمته - إعجابا و تأييدا - لولا أننا كنا في مكتب رئيس الوزراء بما يفرضه ذلك من التحفظ في إبداء المشاعر و الإنفعالات ، لكننا كنا نتصور أن النقراشي باشا بعد سماعه تلك الخطبة العصماء ، سوف يصدر قراره فورا بإلغاء قرار الناظر و عودة عبد المنعم فايد إلي المدرسة ..
و بدأ النقراشي باشا يوجه حديثه إلينا فقال :
أشكركم علي هذه المشاعر الطيبة نحو حزبكم ، لكنني أود أن أذكركم بأنني رئيس وزارة المصريين جميعا ، و لست رئيس وزارة السعديين فقط .. و كان الأولي بكم و انتم تعتنقون مبادئ الحزب السعدي أن تكونوا قدوة في إحترام النظام و قدسية المدرسة ، لا أن تجعلوا منها مكانا يختل فيه الأمن و النظام ..