حقوقي .. سياسي .. كاتب .. مصري
السد العالي
كان والدي يذكر دائما أن فترة عمله بالعلاقات العامة بالسد العالي كانت الأفضل و الأكثر متعة خلال حياته الوظيفية الطويلة و ذلك لسببين . الأول هو البعد الاستراتيجي لمشروع السد العالي و الزخم السياسي المحيط به و الزيارات المتكررة للشخصيات الهامة و الوفود الأجنبية مما جعل من إدارة العلاقات العامة أداة هامة لإبراز ضخامة الإنجاز محليا و عالميا . و الثاني - و هو الأهم - فكان العمل بشكل مباشر مع المهندس محمد صدقي سليمان الذي قال عنه والدي بأنه من أفضل و أطهر رجال الحكم في تاريخ مصر . فقد أقام المهندس محمد صدقي سليمان بشكل دائم في أسوان منذ تعيينه وزيرا للسد العالي و حتي الانتهاء من تنفيذ المشروع ما كان له بالغ الأثر في نفوس العاملين بالمشروع و ما دفعهم لبذل أقصى جهدهم لإتمام عملهم على أكمل وجه . و كان - رحمه الله - من مميزاته أنه كان يترك للعاملين معه هامشا من الحرية يسمح لهم بإظهار نبوغهم و استغلال طاقاتهم لصالح العمل ككل . و كان هذا الحال مع والدي تحديدا ، فأعطى أفضل ما لديه و قد بدى ذلك جليا من خلال العشرات من رسائل الشكر التي تلقاها و التي نعرض جزءا يسيرا منها في هذا القسم . و قد كان من نتائج هذا الأداء المتميز في العمل حصوله على ثلاثة أوسمة من الدولة هي الاستحقاق و السد العالي و الامتياز .
أثناء عمله بالسد العالي ، شارك والدي في البرنامج الدولي للقادة و الإخصائيين بالولايات المتحدة الأمريكية حيث أمضى بها أربعة أشهر زار خلالها السدود المائية الكبرى و إطلع على الأساليب الحديثة في الزراعة و إدارة الموارد المائية . و قد خصصنا قسما منفصلا لهذه الزيارة لما كان لها من الأهمية .